الاثنين، 12 سبتمبر 2016

سورة آل عمران من آية 14 إلى آية 17

 ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14)) 
الشهوات هي ما يشتهيه الإنسان ويرغب بالحصول عليه. والآية تقول أن هذه الأشياء قد زُين حبها للناس، وفي الآية التالية تعقيب على هذه الرغبات بما هو خير منها.
 "القناطير المقنطرة من الذهب والفضة" إشارة إلى كثرة الأموال من الذهب والفضة،
"الخيل المسومة" هي الخيل المهذبة والمعروضة بشكل جميل بما يغري من يراها،
"الأنعام" هي الماشية من الأزواج الثمانية، "الحرث" هي الأرض الزراعية القابلة للزراعة وجني الثمر. وذلك كله متاع الحياة الدنيا، والمتاع هو مايلبي حاجة الإنسان، ولكن قد يتعلق به القلب، وفي عبارة"متاع الحياة الدنيا" إشارة إلى الزوال، وتقول للإنسان أن هذا المتاع يلبي احتياجاتك ولكن النعيم شيء غير هذا.


 (قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)) 

هذه الآية تعقب على الآية السابقة وتقول بأن النعيم والسعادة الحقيقية التي يجب أن يسعى إليها الإنسان والتي هي خير مما نركن إليه من متاع الدنيا هي سعادة الآخرة وهي للذين اتقوا، فليتذكر الإنسان أنه في هذه الدنيا إنما يلبي حاجاته ليس أكثر، ولا يحصل بذلك على النعيم الحقيقي، وما أعده الله سبحانه وتعالى للمؤمن المتقي في الآخرة خير من هذا الزائل المنتهي، الجنات التي تجري من تحتها الأنهار والأزواج المطهرة ورضوان من الله أكبر من كل شيء
والله بصير بالعباد ..

(الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)) 

"والله بصير بالعباد الذين يقولون" إكمالاً للآية السابقة في وصف المتقين الذين يستحقون ذلك النعيم الدائم في الآخرة، وأن الله بصير ويعلم من هو أهل لهذا النعيم،  وتتابع الآية التالية صفاتهم فتقول:

(الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ (17)) 
الصابرين على البلاء وعلى شهوات الدنيا، والصادقين فيما يدّعون من إيمان، والقانتين لله بالخضوع لأوامره، والمنفقين: كثيري الإنفاق، والمستغفرين بالأسحار، والسحر هي الفترة الهادئة التي يخلد فيها أغلب الناس للنوم، ولكن هذه الفئة التي يصفها الله في هذه الآيات مستيقظة للإستغفار لأنها تشعر بالتقصير في تسبيح الله حق التسبيح طوال اليوم فتعوّض ذلك التقصير بالاستغفار
هذه صفات المتقين الذين ينالون نعيم الآخرة الذي هو خير من متاع الدنيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق