الجمعة، 6 مارس 2020

سورة يونس من آية 7 إلى 12

( إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10) وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11) وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12))

1- ( إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7)) 
الآية تتحدث عن عدم رجاء لقاء الله، اللقاء الذي تتحدث عنه الآية هو الذي يحدث يوم القيامة، الآية لا تتحدث عن عدم الإيمان بيوم القيامة، ولكنها تتحدث عن عدم رجاء ذلك اليوم، تتحدث عن فئة من الناس لا تكفر بالكتاب، ولا تكفر بكتاب الله ورسله، ولكنها لم  تبلغ في إيمانها بالآخرة حق الإيمان. " إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها" رضوا بها، بما فيها من نعم ومتاع. 
الآية تقول للمؤمن بصورة غير مباشرة لا تطمئن للحياة الدنيا، ولا ترضى بها، واجعل رجاءك في الآخرة، ولتكن هذه الآيات التي تشاهدها من انقلاب الليل والنهار آية لك في عظمة الخالق، وعظمة يوم القيامة، الذي سيكون فيه لقاء الله.
 " والذين هم عن آياتنا غافلون" الغفلة عن الآيات الكونية وآيات الكتاب، هناك ربط بين الآيتين الآية الكونية والآية المكتوبة متى ما استشعر الإنسان بالآية  الكونية لا ستشعر الآية المنزلة في الكتاب. 

2- (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)) 
الله سبحانه وتعالى يقول عن كيفية كسب الهدى، الله يهدي المؤمنين الذين يعملون الصالحات، وهذا يعني أن الإيمان وعمل الصالح يسبق الهدى، فإذا اهتدى عمل صالحًا أكثر بناءًا على هداه. ثم تشير الآية إلى ما هو مآلهم بعد هذه الحياة الدنيا بأن الأنهار ستجري من تحتهم في جنات وليس جنة واحدة، جنات نعيم مليئة بالنعم التي يتمناها الإنسان.

3- (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10))
ثم تشير هذه الآية الشريفة إلى حال المؤمنين في الآخرة بأن المؤمن يدعو الله فيها، ودعاء المؤمن فيها تسبيح لله، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين، وتحيتهم فيها سلام، تحيتهم بين بعضهم البعض، وتحية الملائكة لهم هي سلام، والسلام هو سلامة من الضرر وسلامة من العذاب وسلامة من كل السوء بشتى صوره. 


4- (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11))


5- ( وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12))

الإسراف : هو الزيادة في الشيء أو إعطاء الشيء أكثر من حقه، وقد ورد في القرآن في حالتين : 

الأولى الإسراف على النفس ، وهو إعطاء النفس أكثر من حقها في التقدير وفي تلبية الرغبات. 

الثاني الإسراف بمعنى المغالاة في عقيدة أو في شيء أو أحد ، بإعلائه وإعطاءه أعلى حقيقته أو أعلى من قدره البشري. 

وكلا الإسرافين يجعل الإنسان لا يعرف الله إلا وقت الأزمات وحسب، والآية تعبر بتعبير جميل يشبه واقع الحياة ( مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه )  تماماً كالذي تعينه في وقت أزمته وفي وقت عسرته ثم يمر عليك ولكأنك ما ساعدته قط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق