أولاً: ملخص
تعرض الآيات الشريفة مشكلة اتباع غير الكتاب الذي نزله الله سبحانه وتعالى على الأمم،معتبرة أن اتباع غيره هو ولاية من دون الله، وأن ميزان الحق يوم القيامة سيكون بوزن مطابقة عمل الإنسان على لشرع الكتاب. وتشير الآيات إلى أن مشكلة نبذ الكتاب واتباع غيره هي المشكلة التي تسببت في هلاك الأمم السابقة.
ثانياً: الآيات
(المص (1))
الحروف في بداية السور منسوبة لله والكتاب، بمعنى أنه حينما تظهر حروف في بداية السورة فيلي ذلك إما آية تتحدث عن الكتاب أو عن الله سبحانه وتعالى.
(كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي
صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ(2))
في الآية إشارة إلى الحرج الذي قد يتسبب به تبليغ بعض آيات الكتاب.
(اتَّبِعُوا
مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ
أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (3))
أمر الله سبحانه وتعالى باتباع الكتاب، وخلاف ذلك هو اتباع لأولياء من دون الله.
(وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا
فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4))
إهلاك القرى كان بسبب عدم اتباع الكتاب وتبديل الآيات.
(فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلاَّ أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5))
اعتراف بأنهم كانوا ظالمين بتبديل الآيات.
(فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ
(6))
سيسأل الله سبحانه وتعالى الأقوام فيما فعلوه والذي تسبب في هلاككم، حينما أرسل إليهم الرسل، وسيسأل المرسلين: هل بلغوا الرسالة كما هي، أم بدلوها، لأن الأمم تبدل الآيات بكلمات منسوبة للرسل.
(فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7))
يقص الله في هذه السورة السبب الحقيقي وراء هلاك تلك الأمم.
(وَالْوَزْنُ
يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ
الْمُفْلِحُونَ (8))
الوزن يقام على أساس اتباع أحكام القرآن، فهو ميزان أحكام وليس ميزان كمية أعمال، أي أنه يزن مدى مطابقة الأعمال للكتاب السماوي، وعلى هذا تثقل أعمال المؤمن.
(وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا
أَنفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9))
فمن حكم ببعض الكتاب أو لم يحكم به هو الظالم الذي تخف موازينه يوم القيامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق