(أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (100))
لو كان بينك وبين شخص عهد ، فلكي تنفذه لابد وأن تؤمن به، هناك عهد بين الله وبني إسرائيل، ونبذه فريق من بني إسرائيل لم يلتزمون به.
"بل أكثرهم لا يؤمنون " : تعني أنهم في أكثر العهود وفي مواقف مختلفة لا يلتزون بعهودهم.
(وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ (101))
الكتاب هو العهد الذي
بين اليهود وبين الله، الله عهد إلى بني إسرائيل التوراة ، ولما جاءهم رسول من عند
الله مصدق لما معهم نبذوا التوراة "العهد الذي بينهم وبين الله".
"نبذوه وراء
ظهورهم" : وضعوه وراء ظهورهم وجعلوا شيئاً آخر هو الذي الصدارة.
"كأنهم لا
يعلمون" : كأنهم لا يعلمون بما في الكتاب الذي اتضح لهم فيه أن ما جاء به
القرآن مطابق لما معهم.
(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ
سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ
وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا
يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ
فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ
وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ
وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ
اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ
أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102))
الكفر برسالة النبي محمد هي فكرة شيطانية، أسس لها الشياطين من حقبة نبي الله سليمان، حيث أن اليهود استبدلوا الكتاب السماوي المنزل وهو التوراة بتعاليم دينية تنسب إلى سليمان، ولكنها لم تصدر منه وإنما صدرت من الشياطين التي كانت تتلو تلك المخالفات على ملك سليمان.
اتبع اليهود تلك النصوص التي خالفوا بها الكتاب، واتبعوا أيضاً ما أنزل على الملكين ببابل، وببابل هي أصل الحضارات الموجودة في العراق.
وبالنسبة للتفريق بين الزوجين فإن هناك علم يمكن أن يمارس في سبيل التفريق بين الأزواج بأعمال محددة.
"لقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق": الدنيا هي مرحلة تدريب للآخرة لذلك ما تطبع عليه الإنسان في الدنيا هو ما سيظهره من خلق في الآخرة. إذا كان إيمان المؤمن بالله قوي جداً، سيلغى أثر السحر وإن كان قوياً.
(وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103))
المثوبة الأخروية تحتاج لإيمان بوجودها حتى يسعى المؤمن لها، وقد تكون الآية تقصد المثوبة الأخروية والدنيوية أيضاً، وهذه الآية متعلقة بالآيات السابقة التي تحدثت عن كفر أهل الكتاب، فلو أنهم آمنوا بما نزل على النبي محمد، واتقوا في إيمانهم ، لأن الإيمان بدون تقوى لا فائدة منه، إذ لابد من الإستجابة بمقتضى الإيمان. أو اتقوا في عدم استخدامهم للعلم السيء في التفريق بين المرء وزوجه.
ذكر المثوبة في مقابل المكانة الاجتماعية
التي يتبوؤها اليهود، فلو أنهم آمنوا لكان أثابهم الله بخير مما هم عليه من مكانة
وسمعة بين الناس.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104))
خطاب للمؤمنين بأن لا
يطلبوا المراعاة في الأحكام الشرعية، بالأمر بالتخفيف، إنما يطلب منهم السمع والصبر حتى الوصول إلى
الإسلام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق