الجمعة، 30 يناير 2015

سورة البقرة من آية 146 إلى آية 152


(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146))
الآية تأت من باب التطمين للنبي والذي تكررت في شأن طمأنته ثلاث آيات في هذا السياق، كان منسجماً مع أهل الكتاب في قبلتهم، وهنا الآية تطمئن النبي أن الحقيقة هي أن أهل الكتاب يعرفون المسجد الحرام، والمعرفة هي أعمق من العلم، لأن الإنسان إذا علم شيء , ومعرفة الشيء شيء آخر، فالمعرفة أتم. وهؤلاء يخفون الحقيقة للحفاظ على مكانتهم الإجتماعية. 

(الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (147))
غاية الحديث هو طمأنة النبي، لكي لا يكون من الممترين لكي لا يكون متردداً، والحق حق المالك. كيف يكون الرد على السفهاء بقوله :لله المشرق والمغرب؟ لأن الحق حق المالك، والله سبحانه وتعالى يغيره حيثما يشاء، والمثل يقول: من حكم في ماله ماظلم، فأي أمر من المالك على المملوك هو حق. 

في النسخ والتبديل 

في موضوع القبلة ، لم أذهب بكم إلى إله آخر ، وإنما قرر فيها مالكها، وأن الله قبل أن ينزل معروف أن القبلة هو المسجد الحرام، عمل الفتنة وهي المسجد الأقصى ، عشان الفتنة هي أكبر الفتن التي نزلت على المؤمنين، وإنها كبيرة ، لماذا هذه الفتنة عملت، كانت الناس مؤمنة بالنبي ولكنها لم تتبعه في الأحكام، قال أطيعوا هذا الرجل، حتى في الشيء الخطأ يريد طاعة ، هذه القبلة خطأ فلماذا اتبعتها.
نزل حكم القبلة على النبي بآية : لا يوجد حكم باللسان ، فلن يتبعه أحد ، تنزل الآية بحكم ، كلامه مثل أي كلام مع أي أحد، عندما يبدل الله سبحانه  وتعالى مكان آية ، يمسح الآية محفوظة في صدور المؤمنين، عشان نمسح الآية ننسها أي نمسحها . لماذا نأت بآية مكان آية ، أريد آية خير من الأولى، لماذا تنزل الأولى إذا ، أنزلها من أجل أنزل فتنة ، ( أحل لكم ليلة الصيام ) مثلاً .كان محرم ، ومن ثم ينسيها للنبي ليبقى حكم واحد.
لو مسكنا القبلة ، والله سبحانه وتعالى ، أين الآية الأولى : ول وجهك شطر المسجد الأقصى ، التي يتبعها المؤمنون فيها، النسيان نشيل الآية كاملة ، لا يوجد لدينا آيتين متناقضتين في الكتاب ، وله القدرة لأنه صاحب الحق 
سنقرئك فلا تنسى إلا ماشاء الله.

ما معنى كلمة نسخ 
النسخ نسخ حكم وليس حكم كلام ، حكم ألفاظ ، ( ما ننسخ من آية أو ننسيه نأت بخير منه ) ، انسخ لي هذا الموضوع، كل آيتين عن موضوع واحد هو هما نسخ.
اكتب شيء مكتوب ، أو اكتب شيء في محفوظ، النسخ هو عمل نسخة ثانية، مكينة نسخ ، أو استنساخ ، النسخ ليس مسح، أنت لا تمسح الأصل، الآية تتكلم عن شيئين، بخير من الأولى، هم دمجوا الإثنين في آية النسخ.
الله سبحانه  وتعالى وجد مشكلة لدى المؤمنين، ينسخ الآية الأولى ، الناسخ والمنسوخ يمشي على الناس، نأخذ مثال : 
1- ( وإن خفتم أن لاتعدلوا فواحدة ) لا أتزوج في حالة الخوف من عدم العدل، الناس لم  يكن لديها خوف من العدل قبل الزواج، وبعد الزواج أصبح عدم العدل، هل نطلق لأننا لم نستطيع أن نعدل 
تنزل الآية ( وما يتلى عليكم .. إن امرأة خافت .. فلا جناح عليهما أن يتفقا ، وإن تصلحوا ) ، ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ) لا تميلوا كل الميل هو المقصود من العدل ، لو استطعنا أن نفهم قصد الله، نحن نعرف أن هناك امرأة على أساس ، الصلح اتفاق : لا جناح أن يخرجوا خارج العدل. حكم الآية الأولى ماشي وقائم لو ليس لدي القدرة لا أتزوج، ولو تزوجت بعد ذلك 

2- نقيس على هذا فهم نسخ، نسخة أخرى من التوراة ، الكلمة أن القرآن مهيمن على التوراة والإنجيل، 

بدأ موضوع التبديل في آيات سورة البقرة من آية التشكيك في جبريل ، أن جبريل  عندك يغير، ثم جاءت آية (ماننسخ من آية ).
تسألوا رسولكم : كانوا لا يوافقون على تبديل الآيات ، الموضوع ، الكتاب الأخير انتهى من النسخ والتبديل،



(وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمْ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148))
ولكل وجهة هو موليها: الأمم السابقة كل توجههم لم يكن من عند رسول أو أحد وإنما من عند الله سبحانه وتعالى، هو الذي يوجه القبلة فالأمر كله لله، هو موليها أي هو الذي اختارها ، كان التوجيه من قبل وليس من الآن للأمم السابقة، وهذا التوجيه من الخيرات فسابقوا إلى هذا التوجيه.
فاستبقوا الخيرات : في الأعمال حسب الجهة التي جاء بها الله سبحانه وتعالى 
إينما تكونوا يأت بكم  الله جميعاً : أينما تكونوا أستطيع أن أصل لكم، اختر الجهة التي اختارها الله سبحانه وتعالى، أينما تذهب سأتتي بك. 

(وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149)) 
ومن حيث خرجت فول وجهك : خطاب خاص للنبي كونه هو المخاطب الأول، والآيات فيها تأكيد مشدد على النبي وكأن هناك مشكلة، الحديث يبدأ مع النبي، وكأن هناك أثر اجتماعي وقضية اجتماعة كبيرة ، "و"  واو قسم " حيث خرجت" أقسم لك من المكان الذي خرجت منه أنه القبلة، هناك حق ثبت اجتماعياً وليس بقوة الدين. 
شطر المسجد الحرام : 
وإنه للحق من ربك : 

(وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150))
حيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره : 
لئلا يكون للناس عليكم حجة : الرسول كان يتبع قبلة أهل الكتاب، القبلة التي يهووها، ليس لهم حجة على الرسول ، وإنما هو متبع لأوامر الله، حجج الظالمين لا تنتهي، 
لأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون: بداية تغيير الأحكام 
عندما نتوجه للمسجد الحرام في إتمام للنعمة علينا ، 

 (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151))
الله سبحانه وتعالى يذكر بنعمة إرسال الرسول لكم، الآية تشير إلى أنكم اتبعتم الرسول واتبعتم أحكام الرسول ، وهو الذي يزكيكم، ويعلمكم الآيات ، فلا ينفع أن لا تتبعوه في القبلة وأنتم قد مشيتم. 
هذه نعمة الله سبحانه وتعالى ، وتشكرون الله على هذه النعمة ، أكثر من أن تتعلم مالم  تعلم ، إذا لم تشكر في هذه النعم فأنت كافر .
ولأتم نعمتي عليكم ، بمعنى أن النعمة لم تتم بعد ولازالت تستكمل ، دلائل الشكر عدم النسيان والتحديث بالله، أقل شيء أن لا أنسى وتتالى الدرجات بذكر الله سبحانه وتعالى.

 ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (152)) 

مقدمة ذكر الله هي  ذكر العبد،
كما أرسلنا فيكم في الآية السابقة : بمثل ما أرسلنا فيكم هذا الرسول ، هذه ذكرى الله سبحانه وتعالى للمؤمنين ، فاذكروني بمثل هذه الذكرى، وذكر الله سبحانه وتعالى هو والشكر لله يشكرنا بالعمل كما نشكره بالعمل ، وهذا شكر من ربنا ، هذا شرك لله بالجنة ، والشكر هو الطاعة والعمل بالطاعة ، ونطيع النبي ونتخذ المسجد الحرام قبلة، ويحذر من عدم. 

ذكر عكسها النسيان ، أننا أنسى المعروف  الذي أسداه الله. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق