الجمعة، 9 يناير 2015

سورة البقرة من آية 142 إلى أية 145

(سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنْ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142))
تتحدث الآية الشريفة والآيات التي تليها عن تغيير مكاني لرمز ديني له أهمية كبيرة في ملة إبراهيم ولأهل الكتاب، والآيات تصحح ذلك المكان الذي جعله الله سبحانه وتعالى قياماً للناس، وهو من ركائز الملة الأساسية التي انحرفت عن أصلها عند عموم أهل الكتاب، وعند اليهود والنصارى بالخصوص بسبب الأهواء إبان بعثة النبي محمد (ص).
"سيقول السفهاء"
تقول آية سابقة (130): "ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا سفه نفسه"، وهذه الآية تخبر النبي محمد (ص) بأنه "سيقول السفهاء" ويقصد بهم أولئك الذين رغبوا عن ملة إبراهيم، والمسجد الحرام أحد مكونات الملة الأساسية ، والهداية إلى صراط مستقيم هي الهداية إلى ملة إبراهيم بكل مكوناتها التي جعلها الله سبحانه وتعالى وعدم الانحراف عنها.
اﻵية تتحدث عن المعترضين على حكم تبديل القبلة وتصفهم بالسفاهة،تتكون السفاهة في الدين بسبب الأمية في الكتاب، وتعجُب السفهاء من تغيير القبلة للمسجد الحرام هو بسبب ظنهم أن القدس هي القبلة الحقيقية، وهذا نابع من تلك الأمية وتلك الجهالة في كلام الله المنزل. فهم أصحاب كتاب ولكنهم لا يقرأونه ولا يعلمون منه شيء.الآية تشير لطبقة السفهاء الذين لا يعلمون الكتاب ولا يعلمون منه حقيقة القبلة، ولا تتحدث عن أهل الكتاب الذين أوتوا الكتاب والذين يعلمون الحقيقة. ففي المقابل هناك الذين أوتوا الكتاب منهم فهم يعلمون أنه الحق من ربهم، ويعلمون أن القبلة التي عينها الله سبحانه وتعالى لملة إبراهيم هي الكعبة.
كلمة "الناس" تشير إلى عموم المجتمع، واﻵية باستخدامها لهذه الكلمة تعبر عن شريحة اجتماعية واسعة في زمن الرسالة،هم أهل كتاب ولديهم التوراة أوالإنجيل لكنهم لايعلمون منها إلا أماني، أي أنهم لا يعلمون سوى أنهم أحباب الله وأنهم على نجاة يوم القيامة. وقد استخدمت سورة البقرة هذه اللفظة من بداية السورة في قوله تعالى " ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم اﻵخر وماهم بمؤمنين" للإشارة إلى مرضى القلوب الذين يسايرون مفردات اﻹيمان دون أن تحدث لهم تغيرا حقيقيا. وفي هذه الآية مصداق حقيقي لتعامل مرضى القلوب مع حقائق الكتب السماوية حين تظهر. وفي موضع لاحق من السورة نفسها استخدمت نفس اللفظة في قوله تعالى "ومن الناس مع يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام" والواضح أن استخدام اللفظ جاء على منحى سلبي، بمعنى أنه جاء ليعبر عن شريحة اجتماعية تتعامل بقشور الدين ولا تعلم من الكتاب إلا رسمه.
من هنا نفهم أن النبي محمد (ص) كان على قبلة أخرى قبل نزول هذه الآية الشريفة، ولقد جاء الأمر في هذه الآية بصورة معكوسة، لأنها تحدثت عن النتيجة التي ستصدر من بعض السفهاء، قبل أن يبين ما له ما هو الأمر، فما سآمرك به يا محمد سوف يثير الجهة المعاندة لك، وهذا ما سيصدر من السفهاء منهم.
وإذا كانت السفاهة هي فقدان ملكات عقلية تمكن الإنسان من إدارة شؤون حياته، فإن السفاهة في الدين تعني أن يفقد الإنسان القدرة على إدارة قراراته الدينية، وذلك لا يتأتى إلا بفقدان صلته بالكتاب المنزل من عند الله سبحانه وتعالى. فحين يفقد المؤمن تلك الصلة تتقاذفه التيارات والعقائد والأحكام والشرائع التي ينشأ ويتربى فيها، لتشكل إطاره الفكري، ومنطلقه الأساس الذي يحدد من خلاله الصواب من الخطأ، بدلاً من أن يكون هو من يؤسس لنفسه القاعدة الفكرية التي يقيّم بها الأشياء من حوله، وبفقدان تلك المهارة الهامة يكون قد استحق "حسب الآية" صفة السفاهة.

(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143))
 " أمة وسطا "

جعل الله سبحانه وتعالى من اﻷمة التي اتبعت الرسول بعد فتنة تبديل القبلة وواصلت على إيمانها به رغم قوة الفتنة، جعل منها أمة وسطا، أي جعلها واسطة في تبيلغ الرسالة القرآنية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على رسوله.
"لتكونوا شهداء على الناس"
اﻵية تقر انتخاب رباني لمن نجى من فتنة تبديل القبلة بأنه بلغ مرتبة الشهيد، وهي مرتبة إيمانية يبلغها أصحاب الرسول بعد تمحيص وفتن يفرق فيها بين قوي اﻹيمان من ضعيفه، وبين من اتبع الرسول بصدق ممن اتبعه بدون وعي وإدراك، أو اتبعه وهو مشكك في أمره غير متيقن مما أنزله الله عليه.  ولقد قال الحواريون حين دعاهم عيسى لنصرته
 " ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين".  
أما أصحاب الرسول الذين ثبتوا في فتنة القبلة ولم ينقلبوا على أعقابهم فهم "الشهداء" الذين اختارهم الله ليستشهد بهم على الناس يوم القيامة، ﻷنهم شهدوا إرسال الرسول وإنزال الكتاب السماوي، والعكس صحيح، فلقد انتخبهم الله "شهداء" على حدث مهم في الدنيا من أجل أن يأخذ شهادتهم على حدث مهم في اﻵخرة.

"ويكون الرسول عليكم شهيدا"

إذا فهمنا تسلسل الرسالة الربانية تمكنا من فهم هذا التسلسل في الشهادة، فالرسالة الربانية تنزل إلى الرسول من عند الله عن طريق جبريل، ومن الرسول إلى المؤتمنين على الرسالة من الذين انتخبهم الله بعد الفتن "الشهداء" ليوصلوها إلى الناس. و "الشهداء" الذين هم بمثابة رسل الرسول، يكونوا شهداء على الناس في كيفية استقبالهم للرسالة، والرسول يكون شهيدا على هؤلاء المبلغين "الشهداء" في كيف يوصلون رسالة ربهم إلى الناس.

"وما جعلنا القبلة التي كنت عليها" 

الجعل في الدين هو التشريع، ولا يكون التشريع إلا من عند الله، هو ديان الدين، وهو منزل الكتاب ومشرع اﻷحكام. والمقطع من الآية الشريفة يؤكد على أن هناك تشريعان في موضوع القبلة في زمن الرسالة، تشريع مؤقت، وآخر تشريع دائم إلى يومنا هذا. وهذا التشريع الدائم هو اﻷصل الذي كانت عليه ملة إبراهيم (كما سيتضح في اﻵيات اللاحقة).

"إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه"

هذا المقطع من اﻵية الشريفة يبين مغزى ذلك الجعل المؤقت، وهو من أجل أن يمتاز المؤمنون بالرسول حقا ممن يشككون في رسالته، وقد أحدث هذا التبديل من المسجد اﻷقصى إلى المسجد الحرام انقلابا لدى كثير من أهل الكتاب الذين سارعوا باﻹيمان بالرسول بادئ ذي بدء، وخصوصا حين ساير أهواءهم في حكم القبلة بالتوجه إلى المسجد اﻷقصى، ولكن حين تبدلت القبلة إلى المسجد الحرام انقلبوا على أعقابهم.

"وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله"

كبر على أهل الكتاب ما يدعوهم إليه الرسول في تبديل القبلة من المسجد اﻷقصى إلى المسجد الحرام، فلم يستجيبوا له وانقلبوا على أعقابهم. كبيرة عليهم ﻷنها تخالف ماهم عليه، كبيرة عليهم ﻷنها تسقط الكيان الذي بنته أهواءهم، كبيرة عليهم ﻷنهم أشركوا بالله وأدخلوا في الدين ماليس فيه، وبدلوا القبلة الحق. أما الذين هداهم الله بآياته وبكلماته فقد كان الانصياع والاستسلام لحقائق الكتاب عليهم سهل يسير، وإذا بدل الله آية مكان آية ما ازدادوا إلا يقينا وإيمانا بصدق ماهم عليه.

"وماكان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم"

لم يكن غرض الفتنة هو أن يخفق المؤمن وأن يخسر إيمانه فالله بالناس رؤوف رحيم، ولقد مرت الفتنة بسلام على المؤمنين ﻷن الله سبحانه وتعالى حفظ إيمانهم رأفة ورحمة، فثبتوا وأبدوا استسلاما ﻷمر الله وبدلوا إلى المسجد الحرام دون تذمر واعتراض.

الذين يمكن أن نسميهم أمة محمد هم الذين تبعوه في الأحكام وخصوصاً في موضوع القبلة، والقبلة التي كان عليها هي الأقصى ، والأقصى ليست قبلة ولكن الله جعلها فتنة ، الفتنة كانت كبيرة لأن اليهود اتخذوا من  الأقصى قبلة لهم، والمؤمنين الذين مع النبي من أهل الكتاب والذين يتلون الكتاب حق تلواته، القبلة الحق هي المسجد الحرام، وأهل الكتاب كانوا يعلمون ذلك. وكانت كبيرة على المؤمنين أن تأتي آية تخالف التوراة والإنجيل لأنها أقرت بأن القبلة هي المسجد الحرام، وبهذا كان التوجه للمسجد الأقصى حجة على الذين آمنوا بأنهم خالفوا التوراة على الرغم من ادعائهم أنهم مصدقين لها، فتنة تبديل القبلة تشبه اختيار طالوت بعد بني إسرائيل، فهي فتنة قوية جداً، اختيار التحويل هو الفتنة.

عندما يعلق المؤمن أمره لله سبحانه وتعالى فلا يضيره شيء، ولا يسقط في الفتن الشديدة.  
الشهداء هنا هم الذين سيكونون رسل الرسول، والذين يوصولون الهدى للناس.

(قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144))
عندما توجه المؤمنون للمسجد الأقصى كانت عليهم حجة من الذين آمنوا من قبلهم، كونهم بهذا التوجه يخالفون ما جاء في الكتب السماوية السابقة في أن القبلة هي المسجد الحرام وليس الأقصى. وتقلب وجه النبي يشير إلى أنه في حالة من الهم والحيرة كونه اتجه إلى قبلة يحجه الذين أوتوا الكتاب فيها كونه يخالف للكتب السماوية السابقة على الرغم من أنه جاء ليقول لهم إني مصدق لما معكم. أما هذا الأمر الجديد وهو التوجه ناحية المسجد الحرام فإنه يرفع عنه هذا الحرج ويدفع حجة الناس عنه، ويزيل الهم الذي حصل له، فالذين أتوا الكتاب يعلمون أنه الحق من ربهم ويعلمون أن ما نزل على النبي في هذا الشأن ليس صادراً من هواه بل هو أمر رباني لأنه حقيقة ثابتة لديهم. 

" قد نرى تقلب وجهك في السماء" 
تقلب وجه الرسول في السماء هو تعبير عن الحيرة والتفكر في أمر الله له بالتوجه للمسجد اﻷقصى حين كان متوجهاً ناحيته، ويبين ذلك علم النبي بأنها ليست القبلة المنصوصة في الكتب السماوية السابقة، وبتوجهه ناحية المسجد الأقصى يكون في تناقض مع ما جاء يدعو الناس على أساسه أنه مصدق لما بين يديه من التوراة والإنجيل، وهو (ص) في حيرة وتساؤل: لم يأمره الله بأن يتوجه إليها؟! وكأن في الأمر حكمة لا يعلمها النبي الذي يستقبل احتجاجات من يعلمون الكتاب ويعلمون الحقيقة.

والله يخاطب النبي (ص) بخطاب العالم بما في الصدور وما كان يخفيه من مشاعر أثناء الاستسلام للتوجه ناحية الأقصى، وليبين لمستمع القرآن وقارءه أن الأمر لم يكن بيد النبي ولكنه بأمر الله، وأن الرسول كان في حيرته الأثناء من معرفته بالحقيقة التي يعلمها أن القبلة الحق هي المسجد الحرام.

"فلنولنيك قبلة ترضاها، فول وجهك شطر المسجد الحرام"
رضا النبي للمسجد الحرام ليس لهوىً في نفسه، ولكن لأنه يعلم بأنها الحق، فهي البيت الذي أسسه نبي الله إبراهيم وأسكن فيه من ذريته، فهاهنا كان إبراهيم من أجل الصلاة وليس في أي مكان آخر. 

" وحيث ماكنتم فولوا وجوهكم شطره"
سواء أكنت يا رسول الله في مكة أو في غيرها من البلدان، فالأمر واحد في التوجه لمسجد واحد، ولا يتعدد التوجه باختلاف المكان.

" وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون"
فقد ينحرف بعضهم إلى قبلة أخرى مع علمه بما هو موجود لديه في الكتاب السماوي، والله سبحانه وتعالى المطلع على قلب النبي (ص) ، مطلع على ما يعمل هؤلاء من كمان للحقيقة أو تغييرها في موضوع القبلة. فقد استبدلوا المسجد الحرام بالمسجد الأقصى لاعتبارات تتعلق بمكانة الطائفة التي هم عليها.

فائدة 
لم يكن النبي (ص) راض عن توجهه ناحية المسجد الأقصى، لقد كان على قبلة جده نبي الله إبراهيم (ع)، وقد انهالت عليه الأسئلة والاستنكارات في تبديل القبلة إلى الأقصى، كيف تتبدل القبلة ؟ هذا الأمر تسبب له بضغط وحرج من قبل الناس الذين حاجوه بأنه متبع للكتب السماوية، وعندما تعرض الرسول لهذه المشكلة حدق بنظره إلى السماء، في تعبير عن الحيرة . ولكنه (ص) وعلى الرغم من ضغوط الناس إلا أنه يستجيب لأوامر الله، وقد تبعه في ذلك كثير من المؤمنين.

(وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنْ الظَّالِمِينَ (145))
"ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم" : كان النبي معهم على وفاق ، ومن بعد هذا اختلفت التوجهات وانفصل النبي عنهم وعن أهواءهم. لم يقل ولئن اتبعت قبلتهم ولكن قال أهواءهم بمعنى كامل الدين. 
غنى الله عن عباده في كون أنه إذا لم يتبع قبلتك فلا عليك منه، فلا تحاول في شخص لا يريد الله.
ولئن أتيت : هناك من أهل الكتاب مؤمنة بما أنزل إلى النبي، اتباع النص ، عندما الله يذكر فئة من أهل الكتاب يعني أنهم كلهم لم يؤمنوا وبالتالي لا يوجد مسلمون في أهل الكتاب ، وهذا إلغاء لملة إبراهيم لأن في أهل الكتاب، 
أخرجوا الكلمات من الروح التي فيها، الكلمات لها روح ، ولكن الم
يوجد يهودي مسلم ، وعربي مسلم ، ومجوسي مسلم ، لا أحد يأخذ الهدى عنده ، (أنؤمن كما آمن السفهاء) عاملني زي ما تعامل الناس، 
القبلة تفرقت كما تتفرق الأهواء بين المسلمين اليوم في أماكن مختلفة، النبي قبل أن ينزل القرآن كان يرجح ما عليه أهل الكتاب، كان أقرب شيء له كان أهل الكتاب.
عندما يقول الله ( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء) هو يقول لنا نحن 
الآية فيها تصنيفين ، 
الآية تقول 
💥💥💥
عندما نفكر في هذا الحدث نتساءل: لماذا فعل الله هذا بالمؤمنين؟ لماذا هذه الفتنة؟ رغم أن الفتنة كانت كبيرة على الذين أوتوا الكتاب الذي لديهم أن القبلة الحق هي المسجد الحرام، فكيف يأتي النبي الذي ادعى أنه مصدق لما لديهم من الكتاب، كيف يأتي بأمر مخالف لما لديهم؟ لماذا يعمل هذه الفتنة ؟ 
من هذه التساؤلات نعرف الله؟ نعرف كيف يتعامل الله مع الإيمان، الله لا يريد إيمان سطحي، لا يريد الذين يؤمنون على حرف، لاحظ كيف فتن الذين ادعوا أنهم يؤمنون بالنبي محمد ، انظر كيف فتنهم في فتنة القبلة وأخرجهم من إيمانهم به، وبدلًا من أن يبقيهم على هذا الإيمان الضعيف، فتنهم حتى يخرجهم من دائرة المؤمنين. فانظر إلى فعل الله، وانظر إلى أي درجة من الإيمان يريدها من المؤمن. 
الله عز وجل يريد ثبات في الإيمان، يريد إيمان حقيقي، لا تزعزعه الفتن، مهما كانت الفتنة، المؤمن لا يتزعزع ويحتسب ويتوكل على الله، ولذا على المؤمن أن يثبت إيمانه بالصلاة والإنفاق حتى يصل إلى الدرجة التي يريدها الله. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق