الجمعة، 1 يناير 2016

سورة البقرة آية 178 إلى آية 179

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمعروف  وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178))

"كتب عليكم"
كما هو الحال في كتابة الدين فإن الكتابة تثبت ما على الإنسان من حق، وكلمة كتب عليكم التي في هذه الآية وغيرها من الآيات تأتي سياق كتابة ما هو دين على الإنسان تجاه الله سبحانه وتعالى. فالعلاقة بين الله سبحانه وتعالى وبين الإنسان هي دائن ومدين فالله له والإنسان عليه، والدين هو مجموعة الأحكام التي يجب على الإنسان أن يؤديها ليوفي دينه لله سبحانه وتعالى.


"القصاص في القتلى"
القتلى مثل الأسرى، فالأسرى هو جمع المأسور، القتلى هو جمع المقتول، وليس القاتل.
يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص: هو أن نأخذ نفس القاتل بمثل ما فعل بالمقتول.
تطرح الآية الشريفة قانون عام وهو أن القاتل يقتل وهو من يجب أن نقتص منه ، وتقول " كتب عليكم القصاص في القتلى 

"الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالإنثى"
لو قتل شخص مقامه عالي ومن عائلة ذات شأن فقد لا يرضى أهله إلا بأن يسرفوا في القتل فلا يكتفوا بقتل القاتل وحسب،فالآية تقول اقتلوا بنفس القاتل مهما كان مقامه.
ذكرت الآية ثلاثة مستويات للقاتل "الحر و العبد وا لأنثى " ولكن ذاك لايعني تبديل الحكم وإنما تأكيد عليه، فذكرت الأنثى بالأنثى ،والأنثى فيها الحر والعبد،فلو قتلت المرأة رجل حر أو عبد أو سلطان تقتل ولا يقتل غيرها.


"فمن عفي له من أخيه شيء"
عندما يعفو ولي المقتول عن القاتل فقد وهب له الحياة،فيجب على القاتل أن يقدّر هذه الهبة الكبيرة،فمع أنه سلب منه حياة عزيز لديه إلا أنه سمح له بالبقاء على قيد الحياة،فيتعامل معه كواهب للحياة ،فيحترمه بدرجة عالية ويراعي مشاعره في أماكن تواجده معه.
 فاتباع بالمعروف   تعني :على القاتل أن يتبع أعراف المجتمع في التعامل مع ولي المقتول،كأن يتصاغر أمامه ولا يتعالى عليه،أو يخرج من المكان الذي يدخل فيه الولي كما هو متعارف لدى بعض المجتمعات.


"فمن اعتدى بعد ذلك "
الإعتداء قد يصدر من الطرفين، من القاتل تجاه ولي المقتول ، أو العكس رغم العفو الذي سبق من قبل الولي.

(وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179))
أي أن من ضمن القصاص هو أن تعفو عن القاتل، فمن عفى فقد كان بمثابة من اقتص من القاتل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق