(فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمْ
الْبَنُونَ (149))
الفتوى سؤال يوجه للمعني به لتبيان حقيقة أمر ما، والآية توجه الطلب للنبي (ص) أن يوجه استفتاءه لأهل مكة الذين اعتقدوا في الملائكة أنهم بنات، والسؤال هو: ألربك البنات ولكم البنون؟ وللسؤال خلفية حول المعنيين بالسؤال فهم يحبون الولد ويمقتون البنت، والاستفتاء يستنكر عليهم أن ينسبوا لله شيء هم لا يحترموه، ولا يعني هذا أنه ليس محترم، فالله سبحانه وتعالى يعامل الجميع على أنهم مخلوقات، ولكن المشكلة لدى قريش أنفسهم مع البنت والسؤال آت في هذا المنحى: أتنسبون لله ما تكرهون؟
(أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ (150))
أم أنكم شهدتم خلق الملائكة ورأيتم أنهم كانوا إناثاً، وهذه مشكلة الإنسان حين يتحدث عن الغيب بالوهم فيصدق وهمه ويتحول إلى عقيدة تتوارثها الأجيال، ومن يتحدث عن شيء لم يره فهو كاذب، والكذب على الله شيء عظيم لأنه تحريف في دين الله وتدخل في شرائعه، وقد وصل بهم الكذب إلى أنهم افتروا الكذب وادعوا أن لله ولدا.
(أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ
لَكَاذِبُونَ (152))
والآية تبين كذبهم وتقولهم على الله أن له ولد.
(أَاصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (153) مَا لَكُمْ
كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154))
ويعاد السؤال مرة أخرى: هل اصطفى الله سبحانه وتعالى البنات على البنين؟ فهل اختار هذا الجنس على هذا؟ كيف حكمتم بهذا الأمر؟ وهو أمر فيه إنزال لقدر الله؟
(أَفَلا تَذَكَّرُونَ (155) أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ
مُبِينٌ (156) فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (157))
من المفترض أن يحدث لهم قول الله في كتابه ذكرا، والكتاب السماوي يسمى الذكر، والتذكر الفعلي هو التراجع عن هذا القول المفتعل بناءً على قول الله، والسؤال الجوهري في هذه القضية هو: "أم لكم سلطان مبين" والسلطان هنا هو الدليل القاطع فلا يملك أحد الأهلية للرد عليه، وعندما قالت الآية التالية "فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين" فهي تعطي السلطنة للكتاب السماوي الوارد من رب السماء، ومنه يكون السلطان هو آية بينة من هذا الكتاب السماوي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق