السبت، 19 نوفمبر 2016

سورة البقرة من آية 84 إلى آية 86

(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84))
متى أخذ هذا الميثاق؟ إنه ميثاق التوراة لهم، بأن لا يسفكوا دماء بعضهم بعضاً ولا يخرجون فريقاً منهم من ديارهم، والآية تقول بأنهم أقروا بهذا العهد في زمان نزول التوراة والذين ورثوا التوراة يشهدون بذلك، لأن التوراة هي شهادة عندهم من الله وفيها نص بذلك العهد.
( ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ َتَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85))
وهاهم الآن ينقضون عهودهم مع الله، ويخالفون بينات التوراة، فقد نقضوا ذلك الميثاق بقتل بعضهم وإخراج فريقاً منهم من ديارهم بالتحشيد والتحالف مع عدو آخر ضدهم إثماً وعدواناً. على الرغم من أنكم تدفعون الفدية لتخليصهم من الأسر من جهة "وإن يأتوكم أسارى تفادوهم" وتتعاملون معهم أنهم منكم، ولكن في نفس الوقت تخرجوهم من ديارهم وهو محرم عليكم إخراجهم، فتنفذون شرع الله بالفدية ولا تنفذون عدم الإعتداء عليهم بالقتل أو الإخراج وهو الأصل.
وتعلق الآية على تلك الأفعال بقولها أنكم تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض، فتطبقون بعض تعاليمه وتخالفون البعض الآخر على علم، فما جزاء هذا الفعل إلا الخزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب على فعلهم هذا وما الله بغافل عما تعلمون.
(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (86))
لقد اشترى بين إسرائيل الحياة الدنيا بإسم الدين، اشتروا العلو والعزة والتمكين على حساب الآخرة، فليأخذوه ولكن العذاب ينتظرهم يوم القيامة.
_______
مواضيع ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق