الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

سورة الأعراف من آية 28 إلى آية 37


(وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (28))
تطرح الآية مشكلة في أن يتم اختراق الدين بوضع الأكاذيب فيه ونسبتها لله، وتضع هذه الآية قاعدة عامة، وهي أن الله سبحانه وتعالى لا يأمر بالفحشاء، والفحشاء عنوان كبير يشمل كل التعديات في السلوك والأخلاق.

(قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29))
الحقيقة التي يأمر الله سبحانه وتعالى نبيه معارضة كل فحش أخلاقي منسوب لله ومثبت في الدين هو القول بأن الله سبحانه وتعالى يأمر بالقسط ، والقسط هو إعطاء كل شيء حقه دون زيادة أو نقصان.
وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد:
وادعوه مخلصين له الدين :
كما بدأكم تعودون:

(فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمْ الضَّلالَةُ إِنَّهُمْ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30))
الضلال هو أن تحسب أنك مهتدي، وهذا الضلال حق على من يستحقه لأنهم اتخذوا الشياطين أولياء، بعد أن بين الله في كتابه مراراً وتكراراً أن اتباع غير الكتاب هو ولاية للشيطان.

(يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31))
نداء من الله سبحانه وتعالى إلى بني آدم بأن يأخذوا زينتهم للمساجد، والزينة هنا هي المال ، وفي هذا توجيه للزكاة إلى المسجد، ففي المسجد يقام الدين على أساس الصلاة والزكاة. وبهذا يتحول المسجد إلى بيت من بيوت الله فعلاً ، فصاحب المال يوجهه لبيت لله ، والفقير المحتاج يتوجه لبيت الله ، الكل يصلي ، والغني ينفق ، والمحتاج يأخذ حاجته. 

(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32))
زينة الله التي أخرج لعباده : هي ما يستخرج من الأرض كالذهب والفضة، والطيبات من الرزق هي المأكولات الطبية بشتى أنواعها.
وحتى نفهم الآية نحتاج للرجوع للآية السابقة التي تقول ( يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) فقوله خذوا زينتكم يختلف عن قوله "تزينوا" كما في آية (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت) فآية أخذ الزينة عند المساجد
تشير إلى أن يكون المسجد هو ملتقى الفقير المؤمن بالغني المؤمن، حيث يأخذ كل غني زينته التي هي (زينة الله) ، ويأخذ ما هو زيادة عن كفايته من الطعام والشراب إلى المسجد ليتصدق به.
آية ( قل من حرم الله زينة الله ) تبين أن هناك من حرم هذا الفعل فنتج عنه الحرمان، والتحريم تم بتشريع مشرع وبأمر غير الله . 
( قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا) هي لمن آمن بالعبادة والسجود لله ومن ارتاد المسجد بأن يأخذ حاجته، 
( خالصة يوم القيامة ) لا يشاركه فيها أحد غير مؤمن بالله، لأن في المؤمنين مرضى قلوب ومنافقين.
وفي الآية إحساس مخاطبة السيد المالك (الله) لخليفته على الأرض، فهو يقول: من الذي قال أني حرمت هذا؟ ومن الذي منع الناس من أخذ حاجتهم من أمام باب الله المفتوح للطالب والسائل والمحروم. وفي تطبيق هذا الفعل 

تجسيد لأن يكون بيت الله مقصد السائلين والمحتاجين.



(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (33))

(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (34))

(يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنْ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (35))

(وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36))

(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنْ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق