(مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا
الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ
يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105))
الآية تشير إلى وجود فئتين هما
أهل الكتاب والمشركين رافضين الرسالة، وكارهين لأن يتفضل الله سبحانه وتعالى على المؤمنين بنزول الرسالة عليهم.
(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ
نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106))
النسخ هو عملية نقل من كتاب أصل إلى كتاب
آخر هو نسخة أخرى منه، أو ننسها أي لا تنسخ في الكتاب، فالله يأت بمثلها أو خير منها. وفي هذا إشارة إلى أن القرآن نسخة من التوراة.
ألم تعلم أن الله على كل شيء
قدير في أن ينسخ الكتاب، لأن في ذلك قدرة غير اعتيادية تتجلى للنبي وللمؤمنين.
(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ
(107))
علم المؤمن أن الله له ملك السماوات والأرض يدعوه أن لا يبتغي من دون الله ولي ولا نصير غيره، فهو كفايته. الآية متعلقة بنفس موضوع الآيات السابقة ، في أن الله سبحانه وتعالى قادر على نسخ التوراة في القرآن.
(أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ
قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ
السَّبِيلِ (108))
هناك نهاية يصل لها كل مشكك في أي رسالة وهي أنه يريد أن يرى الله، ولكن الله سبحانه وتعالى يريد الإيمان بالغيب، ولقد سأل بنو إسرائيل موسى أن يروا الله جهرة كي يتبعوه، أو أنهم سألوه أسئلة إضافية على تبيين الكتاب كما سألوه في شأن البقرة: مالونها؟ ومن يتبدل الكفر بالإيمان، بتبديل الآيات بأحكام خارج الكتاب.
(وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109))
ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم : من خلال الإيحاء للمؤمنين أن يسألوا الرسول سؤال عن كيفية الإيمان بالرسالة كما في الآية السابقة، والتي هي معجزة خارقة كما آمنوا هم بموسى.
يردونكم : إلى معيتهم إي أن يكون المؤمنون تابعين لأهل الكتاب، فاعفوا واصفحوا : علاج الحسد هو العفو عمن تراه حاسداً حاقداً لمقامك الذي رزقك الله به، والعفو يسبق الصفح ، لأن العفو هو النسيان. وهذا يتطلب أن يكون هناك زمن بحيث يسبق العفو ومن ثم يأتي الصفح والذي هو عبارة عن صفحة جديدة.
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110))
الصلاة والزكاة عنوانان عامان يشملان الدين الذي يقدمه المؤمن لله سبحانه وتعالى، بصورة عامة الصلاة هي صلة بين العبد وربه، والزكاة هي تزكية النفس من كل دنس. أما الصلاة بمعناها الخاص هي الذكر الذي يقيمه المؤمن في أوقات محددة، والزكاة بمعناها الخاص هي تقديم المال بصورة خاصة.
وتقديم ذلك لله هو تقديم للنفس ليوم القيامة، المؤمن يقدم عمله أمامه ليلقاه هناك، والله بما تعملون بصير ، فلن يضيع أبداً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق