الجمعة، 23 أكتوبر 2015

سورة البقرة من آية 219 إلى آية 220


(يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219))
كلمة الإثم تأتي في الإعتداء، هي الذنب ولكن بالاعتداء على الآخر، الخمر فيها منافع وفيه أموال، ولكن الاعتداء فيهما أكبر من المنفعة. 
"يسألونك عن الخمر والميسر"  سؤال موجه للنبي قد يكون من المؤمنين وقد يكون من اليهود والنصارى. الآية وضعت الخمر والميسر في الميزان وهو أن لها إثم ولها منفعة ، والإثم أكبر من المنفعة، وهذه هي قاعدة عامة ، ومن الممكن  أن أستخدم نفس القاعدة للتعامل مع بقية الأشربة والأطعمة التي لم يتم تحديد حرمتها فهي تقع تحت طائلة هذه القاعدة العامة. ومنه يمكن أن نحدد كيف يمكن أن نفهم حرمة المخدرات أو ما شابهها. 
وتكمل الآية السؤال : "ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو" وقد يكون في هذا السؤال رابط بين الخمر والميسر، وقد سؤل السؤال من قبل " ماذا ينفقون" أي ليس لدينا شيء ننفقه؟ فقال لهم انفقوا الخير. وهنا يقول لهم أنفقوا العفو. 
"كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون" هذه الآية بيان واضح ومبالغ فيه ولا يحتاج  تبيين.    
خمر الدنيا خبيث، وخمر الآخرة لا خبث فيه، والله سبحانه وتعالى يقول ( ويحل لكم الطيبات ويحرم عليكم الخبائث)، فهناك خبيث لذاته، وهناك طيب لذاته، وقد يكون هناك شيء طيب ويتحول إلى خبيث. فهناك شيء يخمر ولكن لا يسكر.

سؤال:
ما الحكمة في أن يذهب الإنسان لشرب الخمر؟ وما هو سبب الإدمان؟ أعراض السكر هي نفسها أعراض الدايخ، فلماذا يذهب الإنسان لهذه الدوخة؟ يبدو أن الإنسان أن يتخلص من المسؤولية، الإنسان يريد أن يكون حراً مثل الحيوان، السكران يبيح لنفسه كل شيء، ولكي ينسى كل شيء. 

علاقة الخمر والميسر بالإعتداء : 
شرب الخمر والميسر يقود إلى الإعتداء، فالسكر يقود الإنسان إلى اعتداء الضرب أو الزنا، والميسر يقود للعداوة التي تؤدي للإعتداء أيضاً .

قاعدة عامة لتحديد الخبيث والطيب:

لكل شيء منافع ومضار ، إذا رجحت مضاره على منافعه فهو حرام .

ملاحظة : 


استخدمت الآية لفظة الإثم للإشارة إلى المضار التي تحوي الخمر والميسر والمشتملة على الإعتداء. 

(فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220))
ويسألونكم عن اليتامى: كيف نتعامل مع اليتامى؟ 
قل إصلاح لهم خير: أي شيء صالح لليتامى سيكون خير منك، 
وإن تخالطوهم : بالتزوج من أمهات اليتامى، فاليتامى إخوان الأولاد الكبار في المنزل.
والله يعلم المفسد من المصلح : هنا يشير إلى أشياء نفسية قد تنتاب المؤمن وهو ينفذ هذا الأمر، وهذا الأمر له صلاح في تنفيذه فالله سبحانه وتعالى يعلم كيف يصلح. 
ولو شاء الله لأعنتكم : العنت وهو التعب، وعدم القدرة على تنفيذ الأمر. 
والله عزيز حكيم.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق