(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ
مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ
اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى
الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ
وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3) قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ
وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4) بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ
بَلْ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ
الأَوَّلُونَ (5) مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ
يُؤْمِنُونَ (6) وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ
فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (7) وَمَا
جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8)
ثُمَّ صَدَقْنَاهُمْ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا
الْمُسْرِفِينَ (9) لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ
أَفَلا تَعْقِلُونَ (10))
الآيات من (1) إلى آية (5) تعبر عن كفر وجحود من تلقى الرسالة في زمن النبي، مبيناً أن الحساب قد اقترب، مبيناً أنهم رافضون للرسالة لأن الرسول بشر مثلهم وكأنهم بذلك يشيرون إلى اعتقادهم الخاطئ والمبطل في أن يكون الرسول في حالة غير البشرية، كاعتقادهم بأنه يجب أن يكون من الملائكة.
الآيات من (6) إلى (10) تبين أن هذا هو ديدن القرى التي كفرت بالرسل من قبلهم، وتؤكد أن الله سبحانه لم يرسل إلا رجالاً من قبل ولم يرسل ملائكة أو أناساً خارقين عن عادة البشر، ويقول لهم في هذا الصدد اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، اسألوا أهل الكتب السماوية السابقة كيف كانت الرسالات ترسل إليهم؟ كون أن المخاطبين هم مشركي مكة ويجهلون الرسالات ولاعلم لهم بها. ويؤكد هذا المعنى الآية التالية فهو سبحانه لم يجعل الرسل أجساداً لا تحتاج الطعام، فهم بشر ويعتريهم ما يعتري بقية الناس من مستلزمات الحياة ومتاعها، وأنهم لم يكونوا خالدين في هذه الحياة بل ماتوا كبقية الناس. وختاماً لهذا المقطع يقول الله سبحانه وتعالى للمخاطبين وهم (مشركي مكة) لأنهم هم الأميين بالرسالات، لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكر لكم أفلا تعقلون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق