السبت، 27 مارس 2021

سورة البقرة من آية 1 إلى آية 5

الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)) 
 ذلك الكتاب: هي عبارة إبعاد للكتاب السماوي عن متناول القلوب، فكون القرآن بين أيدي الجميع لا يعني أنه في متناول قلوبهم، ولن ينال هذا الكتاب ويتعامل معه بيقين إلا من ارتقى إلى درجة التقوى التي أوضحت الآيات الأولى من السورة مطلبها.
وهذا عينه ما تبينه الصفحات الأولى من نفس السورة حين تشير إلى بيع الآيات بسبب الإرتياب، وإذهاب النور من سماء مرضى القلوب كعقاب، وجعل الأنداد كنتيجة حتمية للابتعاد عن الكتاب، وكذلك حين تجادل المرتابين بالكتاب بقولها (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا).

(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)) 
هذه الآية الكريمة تقرر الصفات التي يجب أن يتحلى بها المؤمن بالكتاب حتى يصل إلى التقوى التي تؤهله لدرجة اليقين بالكتاب فيعمل به دون ارتياب، لأن الارتياب يداخل كل من آمن بالكتاب مالم يؤمن ويتصف بهذه العناوين. 
وضعف الإيمان يقود إلى مرض القلب الذي ستشير إليه الآيات اللاحقة ، هم الذين يشترون بآيات ثمنا قليلا ، وهم الذين يقال لهم (فإن كنتم في ريب) . 

(وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)) 
التعامل مع القرآن هو تعامل بالغيب، وهو تعامل مع إله بشكل مباشر، لذا لزم ذلك إقامة الصلاة حق الإقامة لأنها صلة العبد مع الإله الغائب، والنتيجة الطبيعية لهذه الصلة هو تزكية النفس  والطمأنينة ومعرفة الحقوق والواجبات وأبرز مصاديقها الإنفاق.


(أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5)) 
الكتاب هدى بقول الله ( هدى للمتقين) ولذا فإن بقوله (أولئك على هدى) تعنى أولئك على هدى الكتاب، فهم الذين يأخذون بعقيدة الكتاب وأحكامه ويسلموا لها.

💥💥💥

الريب الذي تتحدث فيه الآيات عن الكتاب هو الارتياب في الأحكام التي تتحدث فيه الكتب السماوية، وكثير ما وقعت فيه الأمم السابقة كما.

هدى للمتقين الهدى هو الذي يقود إلى فهم الكتاب، وبالتالي هو الذي يقود إلى الصراط المستقيم، الجنة أعدت للمتقين ولو قرأت القرآن ودرسته دون أن تصل للتقوى فلا صراط مستقيم. 

في بداية السورة يبين الله عز وجل صفات المتقين الذين يهديهم الله عز وجل إلى الهدى في الكتاب، وأول تلك الصفات هي الإيمان بالغيب، وهذا الإيمان شرط لاكتساب هذا الهدى، وهنا لابد من أن يأخذ الإنسان موقف من نفسه وأن يواجهة حقيقة إيمانه بالغيب. 
 
وكذلك تتحدث الآيات عن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، فهما الوسيلة للوصول إلى التقوى المطلوبة.

والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك، وبالآخرة هم يوقنون، لابد من الوصول لليقين بالآخرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق