(يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71))
في مشهد يوم القيامة، ينادى على كل أناس باسم الإمام الذي اتبعوه، الناجون هم الذين كانت بصائرهم فاعلة مع كتاب الله فرأوا آياته وأتموا بها..
( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72))
💥💥💥
( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70) يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71) وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72) وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74) إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً (75) وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنْ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً (76) سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً (77))
يبدأ هذا المقطع بالحديث عن التكريم الذي أولاه الله عز وجل للإنسان، ولكن على هذا التكريم حساب، أساسه اتباع كتب الله المنزلة وتقديرها،
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70))
تستعرض الآية الكريمة أنواع التكريم على بقية المخلوقات، على أساس قبوله بالخلافة وقبوله بحمل الأمانة، وفي ذات السياق تتحدث عن الإمامة في الآية التالية، لأن الإنسان وبعد أن عاهد الله على أن لا يشرك به شيئا ولا يتخذ من دونه أولياء، إلا أنه ائتم بغير ما أنزل الله واهتدى بغير هداه فضل، وعلى هذا الأساس تكمل الآية التالي:
(يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71))
في ذلك المشهد إمامة الإنسان تحدد فعله وتحدد مصيره أيضًا، فمن ائتم بما أنزل الله فأولئك هم الناجون المفلحون الذين يستلمون كتابهم بأيمانهم، وخلاف ذلك هو ما جاءت به لآية التالية التي تتحدث عن الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكر الله:
(وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72))
وهذه الآية تلخص المشهد، فتبين أن الذين لم يكن لهم الفوز هم الذين عميت أبصارهم في الحياة الدنيا، ونعلم أن تفعيل نعمة البصر يكون بالنظر إلى آيات الله الكونية، وآياته المنزلة في كتبه السماوية، وكلا الأمرين يقودان إلى نتيجة واحدة وهي الإتمام بنهج الله المنزل في كتبه. ومن عمي ذلك في الدنيا فهو في الآخرة أعمى وأضل، لأنه كان في الدنيا في ضلال وعمى.
ثم تخاطب الآية التالية النبي محمد والذي عانى من هذا الصنف من البشر، فحاربوه وجاهدوا في إسكات كلمة الحق حتى لا يستمر مشروع النور النازل من السماء، جاهدوه بالإسكات والفتنة التي تغير الدين عما أنزله الله في القرآن:
(وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73))
كادوا يدسوا فتنتهم في الدين، وكادوا أن يجعلوا النبي مصدر تثبيت لأباطيلهم المخالفة لما أنزل الله، ولو فعل النبي ذلك لاتخذوه خليلًا، ولأقروا به كمصدر للشريعة. ثم تكمل الآيات:
(إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً (75) وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنْ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً (76) سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً (77))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق