( هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالأَوَّلِينَ (38) فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ (44) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (45) كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50))
" هذا يوم الفصل " اليوم الذي نفصل فيه بين الحق والباطل، نفصل فيه في قضايا كثيرة من ضمنها الفصل في قضايا الدين، "جمعناكم والأولين" الأولين لهم تأثير على الآخرين - الذين جاءوا من بعدهم - فالله سبحانه وتعالى يحكم بينهم اليوم، يجمعهم بآباءهم الذين قدموا لهم أعمالهم في الدين.
" فإن كان لكم كيد فكيدون" كيدوا ما تكيدونه اليوم، فغدًا ستلقون جزاءكم، وهي مشكلة الدين الذي يبقى ويستمر من خلال المكر وليس من خلال الحقيقة، فاليول لمن أنكر الحقيقة وعاش بالمكر " ويل يؤمئذ للمكذبين ".
"إن المتقين في ظلال وعيون" الجهة الأخرى للتكذيب هي التقوى، فهي التي تدفع الإنسان نحو التصديق، وعلى خلاف النتيجة التي يصل إليها المكذبون يوم القيامة من عذاب، فإن المتقين في ظلال وعيون، الظل من حرارة الشمس اللاهبة، والعيون تعبر عن توافر الماء، وغير المتقين في ذلك اليوم في سموم وعطش. هؤلاء المتقون مدعوون إلى مائدة الرحمن التي يشملها الرضا قبل أن يشملها الطعام " كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعلمون". " إنا كذلك نجزي المحسنين"
"ويل يومئذ للمكذبين" تعاود الآيات لتهديد المكذبين بالآيات، ثم تقول لهم " كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون" فهي تبيّن أنهم مجرمون، وجريمتهم في الدين، لأنهم مكروا من أجل ابعاد الناس وإبعاد أنفسهم عن الآيات وعن الحقيقة، وهذه جريمة كبيرة، وتعاود مرة أخرى في تأكيد الوعيد " ويل يومئذ للمكذبين"
تختم السورة بالآية الكريمة: " فبأي حديث بعده يؤمنون " تخاطب أولئك الذين لم يؤمنوا بآيات القرآن، واتخذوا دينهم من آباءهم الأولين فلم تغيرهم هذه الآيات ولم تثنيهم، ولم يخافوا من وعيد الله، وتقول إذا كان التهديد مستمر في هذا القرآن بأشكال مختلفة بطريقة لا مثلها إنذار آخر، فبأي حديث بعده يؤمنون؟ هل يوجد أصدق من حديث الله وأقوى منه؟ فإذا لم يؤمنوا بهذا الحديث فلن يؤمنوا بأي حديث آخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق